الورود الجميلة

ما رأيكم في نقل دروس الشيخ ماهر القحطاني من بعد صلاة المغرب إلى العشاء؟


اشتراك ببريدك الاليكتروني ليصلك كل جديد

البريد الاليكتروني


اشترك برقم جوالك ليصلك كل جديد

رقم الجوال


كلمة المشرف

كلمة المشرف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إتفق أهل الأرض من ذوي العقول السليمة والفطر البيضاء النقية من العلماء والعامة أنه لايضر ولاينفع حقيقة إلا الله سبحانه وتعالى أي لايملك النفع والضر فهو وحده لاشريك له هو الذي يخفض ويرفع ويعز ويذل وينعم ويمنع ومايحصل من الخلق من نفع فهو بإذن الله لأنه هو وحده الذي ينفع ويضر وقد أثبت النبي صلى الله عليه وسلم النفع للناس ولكنه ليس نفعا مستقلا كفعل الله بل هو تابع لإذن الله فقال كما روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رقية العقرب فقال من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل قال تعالى وإن يمسسك الله بضر فلاكاشف له إلا هو

روى الترمذي في جامعه عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ قَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

وقد قال الله عن أفضل الخلق وأحبهم إليه وأعظمهم خيرا للخلق في سورة الجن قل إني لاأملك لكم ضرا ولانفعا
وروى البخاري في صحيحه و مسلم في صحيحه عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ جَاءَ إِلَى الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَبَّلَهُ فَقَالَ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ

وقد جاءت رواية منكرة جدا تذكر عن عليا طار بها أهل الشرك من الرافضة واتباع مشركي قريش الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم ليكون الدين كله لله وهي أن علي رد على عمر فقال بل يضر وينفع

فَقَدْ رَوَى الْحَاكِم مِنْ حَدِيث أَبِي سَعِيد أَنَّ عُمَر لَمَّا قَالَ هَذَا قَالَ لَهُ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب إِنَّهُ يَضُرّ وَيَنْفَع , وَذَكَرَ أَنَّ اللَّه لَمَّا أَخَذَ الْمَوَاثِيق عَلَى وَلَد آدَم كَتَبَ ذَلِكَ فِي رَقٍّ وَأَلْقَمَهُ الْحَجَر , قَالَ : وَقَدْ سَمِعْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول " يُؤْتَى يَوْم الْقِيَامَة بِالْحَجَرِ الْأَسْوَد وَلَهُ لِسَان ذَلْق يَشْهَد لِمَنْ اِسْتَلَمَهُ بِالتَّوْحِيدِ " وَفِي إِسْنَاده أَبُو هَارُون الْعَبْدِيُّ وَهُوَ ضَعِيف جِدًّا , وَقَدْ رَوَى النَّسَائِيُّ مِنْ وَجْه آخَر مَا يُشْعِر بِأَنَّ عُمَر رَفَعَ قَوْله ذَلِكَ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْرَجَهُ مِنْ طَرِيق طَاوُسٍ عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : " رَأَيْت عُمَر قَبَّلَ الْحَجَر ثَلَاثًا ثُمَّ قَالَ : إِنَّك حَجَر لَا تَضُرّ وَلَا تَنْفَع , وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَك مَا قَبَّلْتُك " ثُمَّ قَالَ " رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ مِثْل ذَلِكَ "

أفاده الحافظ بن حجر في الفتح

وهذه الزيادة مع كونها ضعيفة جدا لاتخدم أهل الشرك في مآربهم حيث أن آخرها أنه يشهد لمن استلمه بالتوحيد وهم لايكملونها عند الرواية فقاتل الله أهل البدع يذكرون الذي لهم يدعون الذي عليهم فهم لم يبحثوا عن سندها فرحوا بها لموافتها أهواءهم وخبر الضعيف لايبنى عليه حكم فكيف بالضعيف جدا وكيف إذا خالف رواية الثقاة فحينئذ يكون حديثه وزيادته منكر جدا وإذا علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لايملك ضرا ولانفعا فكيف بمن دونه من الأولياء والصالحين من الأموات الغائبين لو كانوا ينفعون أحد لنفعوا أنفسهم بدفع أعظم ضرر وهو الموت ولنفعوا أنفسهم في قبورهم فأخرجوا وأحيوا عظامهم ليتزيدوا من عبادة الله فيترقوا في منازل الجنة

فإذا كان ذلك كذلك فواجب صرف العبادة لله كلها الظاهرة كالدعاء والطواف والذبح والسجود والباطنة كالمحبة والخوف والرجاء والتوكل لأنه هو وحده الذي يضر وينع ويعطي ويمنع ُقال تعالى قوله تعالى : { ذلك الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير . إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبك مثل خبير } .

والميت لايسمع في قبره ولا يضر وينفع كما هو مذهب عائشة فكيف باحجر الذي لم تدخله حياة ولاروح أصلا إلا ماثبت سماعه كقرع النعال وخطاب النبي صلى الله عليه وسلم لأهل قليب بدر

روى البخاري في صحيحه عن ابْنَ عُمَرَ رَفَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ فَقَالَتْ وَهَلَ إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ وَذَنْبِهِ وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الْآنَ قَالَتْ وَذَاكَ مِثْلُ قَوْلِهِ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَى الْقَلِيبِ وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ لَهُمْ مَا قَالَ إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ إِنَّمَا قَالَ إِنَّهُمْ الْآنَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ ثُمَّ قَرَأَتْ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ يَقُولُ حِينَ تَبَوَّءُوا مَقَاعِدَهُمْ مِنْ النَّارِ